عندما يختار الآباء كتبًا تتناسب مع ما يستطيع أطفالهم فهمه في مراحل أعمار مختلفة، فإن ذلك يساعد حقًا في تعزيز سرعة تعلمهم للكلمات. وفقًا لبعض الدراسات الحديثة المنشورة في مجلة Frontiers in Psychology، فإن الأطفال يستمعون إلى عدد من الكلمات المختلفة يزيد بثلاث مرات تقريبًا بهذه الطريقة مقارنةً بالحديث العادي في المنزل. يحب الرضع الصغار تلك الكتب الورقية السميكة المليئة بالقوام والوصف مثل "أوراق متموجة" أو "حجارة ناعمة" لأنهم يستطيعون اللمس أيضًا. ويبدأ الأطفال الأكبر سنًا (الرضع المتحركون) في إدراك كيفية تكوين الجمل عند قراءة هذه القصص. هناك نوع خاص من القراءة يُعرف بالقراءة الحوارية، حيث يتوقف البالغون ويسألون أسئلة مثل "ماذا ترى؟" بدلًا من مجرد القراءة بصوت عالٍ. تُظهر أبحاث معهد Child Mind Institute أن هذه الطريقة تجعل الأطفال يتذكرون الكلمات بشكل أفضل بنسبة تصل إلى 28% مقارنةً بالاستماع السلبي فقط. وبالتالي، بدلًا من أن تكون وقت القصة نشاطًا يتم للطفل، تصبح محادثة تفاعلية تبني مهارات اللغة بشكل طبيعي.
الكتب التي تحتوي على قوافي، مثل كتاب 'تصبحون على خير يا قمر'، تعزز بشكل كبير الوعي الصوتي، وهو أحد اللبنات الأساسية للقراءة. الأطفال الذين يستمعون إلى هذه الأنماط الإيقاعية يميلون إلى إدراك دمج الأصوات بسرعة أكبر مقارنةً بأقرانهم. تؤكد بعض الدراسات من مجلة Frontiers in Psychology هذا الأمر، حيث تُظهر أن الأطفال يمكنهم اكتساب هذه المهارات أسرع بنسبة تصل إلى 40٪ عند التعرض المنتظم للقوافي. الجمل المتكررة في قصص مثل 'دب بني، دب بني، ماذا ترى؟' تسمح للصغار بتوقع ما سيأتي بعد ذلك. وهذا يساعد أدمغتهم على البدء في تمييز أنماط اللغة، كما يجعلهم يرغبون في المشاركة أثناء وقت القصة. يحب الرضع والأطفال الصغار بشكل خاص أن يصرخوا بالإجابات أو يعيدوا ترديد العبارات، مما يجعل القراءة معًا أكثر تفاعلية ومتعة لجميع المشاركين.
تتماشى كتب اللوح ذات الملمس والسرد الإيقاعي مع التطور الحسي-الحركي. ويحسّن الاستكشاف الحسي أثناء القراءة من ربط الكلمات بالأشياء بنسبة 33٪ (NAEYC، 2021)، مما يدعم الروابط المعرفية المبكرة. بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 شهرًا، فإن التفاعل الجسدي مع القصائد مثل "بات-أ-كيك" يعزز معالجة الصوت والتناسق الحركي من خلال التكرار والإيقاع.
تشير الدراسات إلى أن الكتب التفاعلية للأطفال تزيد من معدل التفاعل بنسبة تقارب 40٪ مقارنةً بالكتب العادية، وفقًا لبحث نُشر في مجلة القراءة المبكرة العام الماضي. وغالبًا ما تأتي هذه الكتب مع عناصر ممتعة مثل ألسنة يمكن رفعها وأزرار تصدر أصواتًا عند الضغط عليها. عندما يتفاعل الأطفال مع هذه العناصر، تنشغل أدمغتهم بمعالجة ما يرونه ويسمعونه ويقومون به في آنٍ واحد، وهو ما يتماشى مع الطريقة التي يستوعب بها معظم الصغار المعلومات بشكل أفضل. كما تتيح بعض كتب القصص للأطفال تحديد ما سيحدث بعد ذلك في القصة، مما يساعد على تنمية مهارات التفكير المهمة مع الحفاظ على مستوى عالٍ من الانتباه. بدلاً من الجلوس والاستماع بشكل سلبي، يصبح الأطفال جزءًا من القصة نفسها من خلال هذه العناصر التفاعلية.
عندما تُروى القصص من خلال الصور، يمكن لحوالي ثلاثة أرباع الأطفال قبل سن المدرسة تذكر ما يحدث بعد ذلك إذا كانت الصور تُظهر السبب والنتيجة بشكل واضح وفقًا للبحث المنشور في مجلة Early Childhood Research Quarterly عام 2021. تعمل المؤشرات البصرية بشكل جيد جدًا مع الصغار. خذ شيئًا بسيطًا مثل رؤية بيضة تنكسر قبل أن يخرج منها فرخ دجاجة. يبدأ الأطفال في فهم كيفية ارتباط الأشياء بهذه الطريقة. في الواقع، تساعد هذه القصص القائمة على الصور في تطوير مهارات تفكير مهمة بمرور الوقت. ويتعلمون اكتشاف الأنماط واستنتاج المنطق دون أن يدركوا ذلك، مما يتماشى تمامًا مع الطريقة التي تنمو بها العقول الصغيرة وتتطور بشكل طبيعي.
تشير الأبحاث إلى أن الكتب المصورة التي تحتوي على مؤشرات بصرية مثل وجوه الشخصيات أو تفاصيل الخلفية يمكن أن تعزز من قدرة الأطفال في رياض الأطفال على فهم القصص بنسبة تصل إلى حوالي 28٪، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة علم النفس القرائي عام 2022. إن طرح أسئلة بسيطة مثل سؤال لماذا قد يختبئ الثعلب يشجع الصغار على البحث عن أدلة في ما يحدث من حولهم، بدلاً من مجرد نطق الكلمات واحدة تلو الأخرى. ويُساعد الآباء الذين يبنون على أفكار أطفالهم خلال هذه اللحظات في ربط ما يرونه بما يقولونه، مما يجعل التجربة برمتها أكثر ثراءً من حيث التعلم.
الكتب التي تحتوي على قافية، مثل كتاب تشيكا تشيكا بوم بوم الشهير، تساعد في الواقع الأطفال الصغار على تمييز أنماط الأصوات الضرورية لتعلُّم القراءة لاحقًا. عندما يستمع الأطفال إلى نفس أصوات الحروف المتحركة مرارًا وتكرارًا (مثل القمر والملعقة، الشجرة والنحلة)، فإن ذلك يبدأ بتعليمهم الوحدات الصوتية، وهي في الأساس الوحدات الأساسية الصغيرة للغة المنطوقة. وأظهرت دراسة بحثية من العام الماضي أمرًا مثيرًا للاهتمام أيضًا: الأطفال الذين لعبوا مع القوافي يوميًا في مرحلة رياض الأطفال أظهروا قدرة أفضل بنسبة 30٪ في دمج الأصوات مقارنةً بأطفال آخرين لم يتعرضوا كثيرًا للقوافي. وهناك ميزة إضافية أخرى: الإيقاع المنتظم في هذه القصص يجعل حفظها أسهل. ويبدأ الأطفال بتوقع ما سيأتي بعد ذلك في القصة، وبالتالي يتذكرون الكلمات لفترة أطول بفضل هذا النمط الإيقاعي المتوقع.
عندما تتكرر العبارات في الكتب، فإن هذا يسهل فعليًا على العقول الصغيرة التعامل مع النص، ويجعلها تركز على تعلم كلمات جديدة بدلًا من الضياع في الجمل المعقدة. خذ كتاب "اليرقة الجائعة جدًا" كمثال - فالعبارات المتكررة مثل "أكل من خلال ___" تساعد الأطفال على التنبؤ بما سيأتي بعد ذلك وتذكر عناصر محددة مثل "تفاحة واحدة" أو "كمثرتين". تشير الدراسات إلى أن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، بين ثلاث وخمس سنوات، الذين يقرأون هذا النوع من القصص المتوقعة، يتعلمون حوالي 19 بالمئة أكثر من الأسماء والأفعال كل شهر مقارنة بالأطفال الذين يقرؤون قصصًا عشوائية. إن هذه العادة القرائية تعزز حقًا السرعة التي يمكن للأطفال من خلالها التعبير عن أنفسهم شفهيًا.
عندما يقرأ الأطفال كتبًا تحتوي على شخصيات من خلفيات مختلفة، فإنهم يستطيعون رؤية أجزاء من أنفسهم في القصة، وفي الوقت نفسه التعلم عن الأشخاص المختلفين عنهم. أظهرت دراسة بحثية من ويسكونسن عام 2022 شيئًا مثيرًا للاهتمام حقًا. فقد تبين أن الأطفال الذين تعرضوا لقصص تمثل ثقافات متنوعة كانوا يمتلكون مهارات تعاطف أفضل بنسبة 12 بالمئة تقريبًا مقارنةً بأولئك العالقين مع القصص التقليدية المعتادة. كما كان إدراكهم لذواتهم أقوى أيضًا بنسبة 18 بالمئة تقريبًا. ولن ننسَ تلك الصعوبات اليومية التي نواجهها أثناء النمو. فالكتب التي تعالج قضايا حقيقية مثل التعامل مع مشكلات الأصدقاء أو مواجهة مخاوفنا تسهم في بناء مفردات مهمة للمشاعر وتعلم طرق عملية للتعامل مع المواقف الصعبة لاحقًا.
يُظهر الأطفال عادةً زيادة في الثقة بالنفس وانخراط أكبر عندما يرون أنفسهم منعكسين في القصص. تساعد الكتب المكتوبة بلغتين أو التي تضم عائلات من أعراق مختلفة الأطفال حقًا على الارتباط بجذورهم والشعور بالفخر بما هم عليه. وجدت دراسة حديثة أجرتها دار شولاستيك شيئًا مثيرًا للاهتمام، حيث لاحظ العديد من المعلمين أن حوالي ثلثيهم شهدوا مشاركة أكثر نشاطًا من الأطفال في الفصل بعد قراءة قصص عن شخصيات تنتمي إلى خلفيات أو تقاليد مشابهة لهم. إن القصص التي تتطرق إلى موضوعات مثل التبني، أو أساليب التعلم المختلفة، أو العيش مع مقدمي رعاية خارج الأطر التقليدية، توسع فعليًا مدى فهم الأطفال للمشاعر وتبنيهم علاقات مع آخرين قد يكونون مختلفين عنهم.
كشفت دراسة استمرت ستة أشهر وتتبعت 450 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات عن مكاسب كبيرة بين الأطفال الذين قرأوا كتبًا تضم شخصيات رئيسية تتطابق مع خلفياتهم الثقافية:
تُبرز هذه النتائج كيف يدعم اختيار الكتب المتعمد تشكيل الهوية الشخصية والتنمية الاجتماعية-العاطفية خلال السنوات المبكرة الحاسمة.
عندما يقرأ الوالدان بصوت عالٍ لأطفالهم، فإن ذلك يساعد فعليًا في بناء الروابط المهمة بين مقدم الرعاية والطفل. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يجعل أجزاء معينة من الدماغ تعمل على فهم القصص وتذكّر ما قيل. وقد ذكرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال هذا الأمر بالفعل في عام 2015. وما يحدث خلال جلسات القراءة هذه مثير للاهتمام أيضًا. فالدماغ يفرز الدوبامين فعليًا، مما يجعل التعلّم تجربة ممتعة ويُكوِّن ذكريات سعيدة حول الكتب والقصص. انظر إلى الأرقام الصادرة عن دراسة ويسكونسن للتنمية الطفلية في عام 2022. فمن المرجح أن الأطفال الذين يستمعون إلى القصص يوميًا من مقدمي الرعاية لديهم مخزون لغوي أكبر بنسبة 35٪ تقريبًا عندما يبلغون من العمر ثلاث سنوات. وهذا فارق كبير مقارنة بالأطفال الذين لا يحصلون على الكثير من وقت القراءة مع البالغين.
حوّل وقت القصة إلى فرصة تعليمية نشطة باستخدام تقنيات قائمة على الأدلة:
تشير الملاحظات الصفية إلى أن هذه الأساليب تزيد من معدل التفاعل بنسبة 72% بينما تحسّن بشكل كبير الفهم والمهارات اللغوية التعبيرية.
يساعد اختيار الكتب المناسبة للعمر في مواءمة المحتوى مع المرحلة النمائية للطفل، مما يعزز تعلّم اللغة والمهارات المعرفية.
تحسّن الكتب ذات القافية الوعي الصوتي، وهو عنصر أساسي في القراءة، من خلال مساعدة الأطفال على تمييز أنماط الأصوات وتوقّعها.
تُشغّل الكتب التفاعلية حواسًا متعددة، مما يعزز من مدة الانتباه والتطور المعرفي من خلال إشراك الأطفال بشكل نشط في عملية سرد القصة.
يزيد قراءة الكتب المتنوعة من التعاطف والفهم من خلال تعريض الأطفال لثقافات وشخصيات وتحديات يومية مختلفة.
حقوق النشر © 2025 بواسطة شركة تشينغداو جينيوس بيyan للثقافة الأم والطفل المحدودة - سياسة الخصوصية